الصحراء الغربية والفضية الفاسطينية




لو تمعن الإنسان العاقل فيما يحدث في الأرضين الطاهرتين من فلسطين و الصحراء الغربية لتيقن أن القضية هي قضية واحدة قضية شعبين يتعرضان لمحنة الإستعمار.
فلو رجعنا لجذور هذه المحنة لوجدنا العديد من أوجه التشابه ، تم احتلال فلسطين بتواطؤ من بريطانيا ، حيث سهلت المهمة على عصابات "الهاغانا " و "الأراغون " و غيرها من العصابات التي كانت تستولي على المدن التي تحررها المقاومة الفلسطينية ، نفس الشيء حدث مع الشعب الصحراوي عام 1975 عندما كانت جبهة البوليساريو تهتك بالمحتل الإسباني الذي كان يسهل المهمة على العدو المغربي في احتلال المدن التي يصعب عليه المحافظة عليها ، فلو تحدثنا على اللاجئين لقلنا بأن الفلسطنيين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب و التنكيل و الإضطهاد فما كان أمام الكثير منهم سوى محاولة الإفلات من جحيم المحتل ، و هذا ما فعله الكثير أيضا من الصحراويين الذين لم يجدوا سوى الحدود الجزائرية للهروب من مقصلة العدو المغربي الذي كان يحرق المواطنين العزل بمختلف الأسلحة المحرمة ، ثم نأتي إلى الإستيطان ، فلكي يحكم العدو قبضته قام الكيان الصهيوني بجلب العديد من اليهود الصهاينة إلى فلسطين و تسليمهم الممتلكات التي تعود أصلا للفلسطينيين ثم توزيع الأراضي عليهم و تسهيل جميع سبل العيش مع تفريق و عنصرية واضحين ، هو المشكل نفسه مع الصحراويين الذين يعيشون مع المستوطنين الذين ينهبون ثروات الصحراء الغربية بطريقة لا يمكن وصفها ، يساعدون عصابات العدو على قمع الشعب الصحراوي و اضطهاده بوحشية و عنصرية قل نظيرها ، ثم نأتي لجدران العار ، فبسبب جبن العدو و خوفه يلجأ لبناء جدار اسمنتي ضخم يفصل الضفة الغربية و يقسمها و هذا لصد المقاومين الفلسطينيين و هجماتهم المباركة ، فلو رجعنا للصحراء الغربية لوجدنا نفس الشيء مع جدار العار الذي بناه أعداء الفلسطينيين ألا وهم الصهاينة و بإشراف مباشر من عدو الله أرئيل شارون الذي كان صديقا مقربا من الملك الحسن الثاني ، و هو عبارة عن جدار رملي يقسم الصحراء الغربية إلى قسمين و قد جاء بعد الخسائر الفادحة في الأرواح و العتاد التي مني بها العدو المغربي إبان حرب التحرير المجيدة من طرف جيش التحرير الشعبي الصحراوي اكثر من هذا و كما قال المفكر الامريكي الشهيـر نعوم تشومسكي حين قارن بين الوضع في الصحراء والوضع في فلسطين، ووصل إلى أن ما يدعم استمرار الوضع في الصحراء هو دعم فرنسا للمغرب، وأن ما يدعم استمرار الوضع في فلسطين هو استمرار دعم أمريكا لإسرائيل. ، و لو تمعنا أكثر لوجدنا المئات من أوجه التشابه بين القضيتين التي طال عمرهما بينما زاد حب الشعبين للحرية و الإنعتاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق